RSS
أسماء فتحي أنسانة مصرية لا أحلم سوى بالمتاح والممكن أعشق الكتابة فأغرق فيها حد الذوبان فلا أدري أيهما كان أولا أنا أم كتاباتي

رسالـــة إلي أدم




عزيزي أدم :.

تلك هي أولى رسائلي إليك وربما تكون الأخيرة أيضا .
أكتب إليك تلك الرسالة بعد تفكيرا  وشعورا بالأمتنان دفعني لكتابة تلك الرسالة .
أعلم ما يدور بخلدك الآن وبأنك تتساءل لمه الأمتنان وأنت من فعل بي ما فعل ؟؟! فلا تتعجل ستجد الأجوبة والكثير من المفاجآت تتخلل تلك السطور .
بداية هجرتني وقاطعتني وأمليت علي ما يجب فعله حتى تصفح عني وتعود . . . معاقبا إياي علي ذنب لم يراه غيرك ذنبا
ولم تحاول أن تفهم تلك الأحداث حول ما كان . . . فقد كنت مجرد مُشاهد للأحداث . . . ولم تستطع أن تدرك بعد أن من يشاهد لا يمكنة أن يكون ملما بحقيقة ما يحدث علي خشبة المسرح وفي كواليسه وبين أطرافه . . . أوهمت نفسك بأنك علي علم بكل شيء وبالتالي طالبتني بإعتذار ليس من حقك وعلي خطأ أنا لا أراه ولم أقترفه .
حاولت ببعدك كسري ولكنك في حقيقة الأمر بنيتني وجعلتني أكثر قوة . . . أكثر صلابة . . . وربما أكثر قسوة
كنت علي يقين حينها أنها بضع أيام فقط و سآتي راكعة أمام محرابك الوهمي . . . طالبة الصفح من غرور وكبرياء الرجل أكثر من أي شيء آخر
لـــذا وجدت أنا حواء بأنه لازما علي شكرك فتقبل مني جزيل الشكر والعرفان . . . 
لأنك ودون قصد أعطيتني الفرصة لأحيا بدون . . . وجودك  . . . مهاتفتك . . . وحتى كلماتك لبعض الوقت ، وربما لكل الوقت
جعلتني أدرك أني قَصرت عالمي فيما مضى عليك ... أفرح لك وبك وأحزن لأجلك ومعك دون أن أعي أن هناك عالم آخر يسعني بل والأحرى بي معايشته والإنخراط فيه . . . أنه عالمي أنا . . . أنا أولاً . . . أنا وقبل أي شيء أنا حواء التي لطالما ذابت في عالمك وإمتزجت به متجاهلة كيانها وكينونتها . . . ميولها وقدراتها . . . هوايتها وطموحها . 
لاشك أني ظلمت نفسي كثير في جعلك محور حياتي . . . وكل عالمي . . . وسعادتك هي وفقط آمالي فلم أصنع شيئا لي . . . لم أفعل شيء لتلك الإنسانة محاوله إسعادها . . . تأمينها . . . من غدر الأيام وربما غدر بعض الرجال .
عزيزي أدم لقد أفادني هجرك أكثر مما ينبغي وبأكثر مما ظننته أنت وعكس ما رغبته أيضا 
فقد حاولت كسري ولكنك رممتني وبنيتني ورددت علي ضالتي وكشفت الغطاء عن عالمي أنا حواء
فشكرا لك.
إنتهت .


بقلــــم / أسماء فتحي

0 التعليقات: