RSS
أسماء فتحي أنسانة مصرية لا أحلم سوى بالمتاح والممكن أعشق الكتابة فأغرق فيها حد الذوبان فلا أدري أيهما كان أولا أنا أم كتاباتي

الحب الصامت . . . بقلم / أسماء فتحي








كنت أشعر به دائما يراقبني من بعيد


يعد علىّ خطواتي ، دائما اجده يحاول جذب انتباهي

احترت فى امره كثيرا فلم يحاول ان يأتي ويخبرني
بإعجابه بي والذى كان يظهر فى كل تصرفاته منذ
فتره طويله ، فكان يكتفى بمراقبتي والنظر الىّ ،
احيانا كان يزعجني بتلك النظرات والتي اشعر
انها تقيد حركتي ولكن تدريجيا استطعت أن أتجاهلها
واحيا بشكل طبيعي . . .
ولكنه لم يكف يوما عن تصرفاته والتي لاحظها الكثير
من اصدقائي ، حتى جاء ذلك اليوم الذى اضطررت
فيه للتخلف عن الحضور بسبب مرض والدتي فكان
هاتفي يرن كثيرا وعندما أجيبه لا اجد أحد يتحدث !
فأغلق الهاتف وظل الحال على هذا حتى عدت الى
محاضراتي بعد تماثل والدتي للشفاء فأخبرتني صديقتي
بآنه كان يبحث عنى حتى انه ذات يوم استجمع شجاعته
وطلب رقم هاتفي من احداهن ، فأيقنت انه كان المتصل الذى
لا يجيبني ، وتأكدت من انه يكن لي الكثير من المشاعر الجميلة
والصادقة . . .
وقبل نهاية العام وجدته يأتي فى خطوات متردده وكأنه يجاهد نفسه
للسير فى هذا الدرب الذى تمنى أن يخطو أولى خطواته بمصارحته
إياي بما يحمله لي من مشاعر صادقة ، وظل هكذا حتى صار أمامي
مباشرة فصمت لبضع دقائق وكأنه يبحث عن الحروف أو يستجمع تلك الشجاعة
التي تخونه دائما بمجرد النظر الىّ فوجدته يحول نظره بعيدا حتى تطاوعه كلماته
فى الخروج وكأنه ينظر الى ذلك الفضاء الخارجي وأخذ يمد يديه ببطيء شديد
ويفتحهما فإذا به قلب يتوسطه اسمى محفورا بماء الذهب وبصوت خافت يقول
وكأنه يحدث نفسه هذا هو كل ما أملك لم تورثني الدنيا سوى ذلك القلب الذى حافظت
عليه طاهرا نقيا لآجلك . . . أنتِ فقط . . .
لم ولن يدخله سواكي وابتداء صوته يتردد وكأنه يهاب ما يقول أو يخشى من رد فعلى
فتمتم قائلا هــ هــل تقبليه ؟
ومرت تلك اللحظة كأنها دهرا بأكمله . . . أنا أجهل ما أقول فلم تطاوعني كلماتي فى
الخروج ولو بحرف واحد وهو يترقب ملامحي وينتظر مابين الخوف . . . والامل
المـــوت . . . والحيــاة
وأنا مازلت أجهل ماذا أفعل وانا الفتاة الخجولة والتي  ليس لها اي علاقات او تجارب
حتى جاءت صديقتي لتنقذني من ذلك الموقف بأن انتشلتني من مكاني وقالت بأنها تريد
التحدث الىّ فى أمر هام وما لبثت أن تشبثت بها وكأنها طوق النجاة لي فأسرعت معها
دون أن أنطق ولو بكلمة واحدة ،
وعندما سألتها عن الامر الهام قالت : بأنها تعلمني جيدا وكانت تدرى أنني فى حاجه
الى من ينقذني و يضع نهاية لذلك الموقف الذى حتما سيطول دون كلام من كلينا
فجاءت هي لتقدم النهاية بتلك الدعوة . . .
فعاد هو لمراقبتي ولكن هذه المرة بشعور مختلف قد يكون تخلله الثقة فى موافقتي
أو على الاقل تأكد من أنى على علم بتلك المشاعر وأنى لن أغضب من تصرفاته
فظل على حاله وهو يجتهد ليكون قادرا على التقدم لخطبتي وإتمام تلك الاسطورة
ومعايشتها بعد الزواج وليس قبله .

0 التعليقات: