خِطاب للعالم الآخر . . .

صدقــا لا أدري لمـــاذا قررت خوض تلك التجربة

رغم أني لم أكن يوما بارعة في كتابة الخطابات

ولكن ووجدت بداخلي تلك النزعة التي أجبرتني

علي الكتابة  . . .  فكتبت . . . .

هـــذا خطابي الأول والأغرب

خطاب ِ إليك . . . نعم أنت هناك

في ذلك العالم ... إنه العالم الآخر

عــــالم الموتى . . . ذلك العالم الذى يتفنن

في إنتزاع من نحب . . . من نحتاج

       من نفتقـــد دائما

إليك يا معلمي . . . إليك أيها الأب الروحي

إليك عاشق اللغة ونبضها. . . إليك  مرشدي 

إلي الأستاذ الدكتور إمام حسن الجبوري

تعرفت عليك مذ السنة الأولي لي بالجامعة

تخرجت وظللت تنير طريقي

وتهديني بضلالي . . . وتغرس ثقتي بنفسي وبكتاباتي

إمتلكت ذلك التفاؤل الدائم والظن الحسن بالله

والعشق اللا متناهي للغة بكل فروعها

فظللت تعطي . . . وتعطي . . . حتي عندما إشتد عليك المرض

لم تتوانى عن أداء رسالتك تخليت عن العمادة برغبتك

واحتفظت ببعض  المحاضرات التي تدرسها

لتغرس في الأجيال القادمة حب اللغة والغيرة عليها .

ورغم مضي ما يقرب من ثلاث أعوام علي رحيلك

إلا أن ذلك الفراغ الذي خلفته وراءك مازال يؤلمني

وشعوري بإفتقادك وإحتياجي إليك يملئني

لم أكف يوما عن الدعاء لك بالرحمة والمغفرة

فأنا لا أذكيك علي الله ولكني أحسبك بخير

في قبر روضة من رياض الجنة ترى مقعدك فيها

شكرا لك والدي علي جل ما قدمته لي من نصائح 

في شتى المجالات الحياتية منها والعلمية والعملية

جزاك الله كل الخير عنى وعن كل من أرشدتهم يوما 

وأضئت بحكمتك طريقهم .

بُنيتك

أسماء