تتقن فن إرتداء الأقنعة كثيرا
ففي النهار ترتدي ثوب الشجاعة يعتليه قناع الناشطة الحقوقية
التي تدافع عن المظلومين والمضطهدين في هذا البلد . . .
وليلا تظهر ما خلف قناعها من أنثى متسلطة تمارس سطوتها في إذلال خادمتها
أيتها الخادمة هل انتهيتِ من تنظيف الأواني وشغل الطبخ؟
نعم سيدتي
إذا احضري لي كوبا من العصير
حاضر سيدتي
ضعي العصير هنا و اجلسي أرضا فأنا لا استطيع النوم وقد احتاج شيء .
تجلس الخادمة تسقط رأسها فوق صدرها نعسا وتعبا .
تناديها السيدة : فلتحضري كوباً آخر من العصير .
ولكنكِ سيدتي لم تشربي الكوب الموضوع على الطاولة بعد !
تنهرها سيدتها فلتفعلي ما آآمرك به دون نقاش أو التفوه بكلمة
تقوم من فورها لتحضر كوبا آخر من العصير تضعه بجوار سابقه
وتجلس مرة أخرى ليٌمارسَ عليها الإستبداد ...
هذه المرة يناسبها قناع الوجه الملائكي المحب للمسنين والعجزة
تزورهم كثيرا وتنفق عليهم جزء ليس بقليل من أموالها
فهي سيدة المجتمع ذوا القلب الرحيم المحبة للخير والبارة بالمسنين والخادمة لهم .
وحينما تنفرد بنفسها ... لا تشغل بالها كثيرا بتلك المرأة القابعة في إحدى غرف قصرها لاترى سوى الخادمة حين تأتيها بالطعام
تشتاق لإبنتها كثيرا ، تحتاج من يشاركها وحدتها ، من يضيء مصباح حجرتها لكن هيهات لمن قست قلوبهم وطمست الشهرة أعينهم
أن ينتبهوا لمثل تلك الإنسانيات أو يلقوا لها بالا هكذا تغيّر أقنعتها بحسب ما يقتضيه دورها في مسلسل الحياة . وهكذا تبقى الأنثى المتقنة للتمثيل وإرتداء الأقنعة .
بقلــــــم / أسماء فتحي
6 / 10 / 2013
0 التعليقات:
إرسال تعليق